مع اقتراب موعد القمة الأمريكية الإفريقية المصغرة في واشنطن أيام 9-11 من الشهر الجاري، فإن موريتانيا- التي طلعت بسجل إيجابي للغاية من رئاستها للاتحاد الإفريقي، والتي ظلت تاريخيا حلقة الوصل بين غرب إفريقيا وشمالها- لهي اليوم صاحبة مصلحة كبيرة في إظهار إرادتها السياسية من أجل رفع مستوى علاقاتها الثنائية وتعاطيها السياسي مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى درجة الشراكة الاستراتيجية المربحة للطرفين.
ولا شك بأن الكثير من الأوراق الرابحة قد تجمعت في حقيبة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وصل بالفعل إلى العاصمة الأمريكية مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت واشنطن دي سي.. فموريتانيا عملياً، هي البلد الوحيد في منطقة الساحل الإفريقي الذي -بحمد الله وقوته- يتمتع بالاستقرار، ويضمن أمنه الذاتي، ويفرض حرمة حدوده، وفي الوقت نفسه، هو بلد يتمتع بنظام سياسي، ديمقراطي وتعددي فعال، وتُجرى فيه بانتظام انتخابات مقبولة بالمعايير الغربية للحكامة.
كما أن الآفاق الاقتصادية لموريتانيا واعدة ما شاء الله؛ فمع البدء مؤخرا في استغلال الغاز الطبيعي المسال، وضخامة الثروات والمصادر الطبيعية للبلاد، خاصة المنجمية، وتلك المتعلقة بالطاقات المتجددة، ولا سيما الهيدروجين الأخضر، فإن موريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية تتطلعان موضوعيا، إلى آفاق رحبة للتعاون والشراكة من خلال إبرام صفقة “Deal” حقيقية تكون مربحة للجانبين، وتعود علينا بمزيد من الإستقرار والنماء..