العبارة الاكثر حضورا وتجسدا في المشهد اليومي.
الكثير يبحث عن المنتجات الخالية من السكر والكوليسترول، والكل يتمنى اغذية خالية من المواد الضارة وأدوية خالية من التزوير.
وجميعا الشعب يتمنى وعودا خاليا من الكذب ..والبلد بحاحة شديدة لحكومة وإدارة خالية من المفسدين.
أحيانا يقول بعض الشعب -من اعماق القلب وبملء الفم- وهو يخاطب الساسة: “صفر، زيرو” ويرفع المواطن يده مشكلا بالسبابة والابهام حلقة تشبه “الصفر” في تعبير يظنه البعض رفضا للسياسي الوافد ولكن الحقيقة غير ذلك فالمواطن الموريتاني طيب بطبعه ولا يرفض احدا ولا يطرده إنما الشعب كل الشعب يرفض هذه الحالة المزرية التي يتشحط فيها البلد .. بلد يحتضر على جميع الأصعدة والسبب هو حضور الصفر في غير محله وغيابه عن حيث يجب حضوره.
فتجد الأصفار تحتل الصدارة في إنفاذ التعهدات ويهيمن الصفر على الانجازات ويجتاح الصفر آمال المواطنين وتطلعاتهم ويغطي الصفر أي أفق او مستقبل او رؤية للفرد او المجتمع في البلاد باستثناء من خلقوا الصفر وجعلوا له معنى ومضاعفات وحولوه من رمز يعبر عن لا شيء إلى سلة يجمعون ويخفون فيها ما نهبوا من خيرات الوطن واحلام وحقوق المواطنين واحفادهم واحفاد احفادهم.
وحين تنظر إلى الادوية والاغذية فتجد الصفر حاضرا ينسف اي قيمة او فائدة متوخاة من دواء او غذاء إذ بسبب انتهاء الصلاحية وطغيان التزوير وسوء التخزين تصبح فاعلية الدواء والغذاء صفرا بينما تحضر المواد الضارة الكيماوية وغيرها بكثرة فلا تكاد تجد في موريتانيا دواء ولا غذاء خاليا من تلك العلل ويغيب الصفر هناك غيابا رهيبا.
وعند زيارة إدارة اي ادارة حتى ولو كانت إدارة حملة مرشح -تعبت في خدمة برنامجه وحرصت على تجسيده- فإنك تجد الصفر اكبر الحضور وابرزهم صفر المسؤولية صفر الصدق صفر الوفاء صفر العدالة صفر الشفافية صفر المواطنة صفر الجدية…اصفار تحير العقول لا يضاهيها الا الاصفار التي تدهش الناظر إلى اي قطاع خدمي او انتاجي في البلد.
وإن تعجب فعجب نهبهم للبلد وصبرنا للتبلد.