لم تعد الملفات الورقية المتراكمة ضرورة حتمية في المستشفيات؛ إذ بات الذكاء الاصطناعي يتولى مهمة جمع وتحليل البيانات الطبية، وتقديم ملخصات لحظية تسهم في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
ملخصات لحظية… ووقت أطول مع المريض
في المستشفى، تُنتج إقامة مريض واحد لمدة 10 أيام نحو 3000 صفحة من السجلات، تشمل الملاحظات السريرية، التاريخ الدوائي، نتائج الفحوصات، وغيرها. هذا الكم من الوثائق كان يتطلب وقتاً وجهداً من الطاقم الطبي لمراجعته يدوياً، ما انعكس على كفاءة الرعاية.
البرنامج الجديد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأ بإنتاج ملخصات طبية لحظية، تُستخدم عند تغيير المناوبات، وتُساهم في تحديد موعد الخروج المتوقع للمريض، وتحليل العوائق المحتملة. وتقول الدكتورة جنيفير جاروماهوم، مديرة التمريض في فرع ويلوبروك بالمستشفى: «كنا نقضي ساعة في كل اجتماع لمناقشة حالة واحدة… اليوم نحصل على صورة شاملة في دقائق».
كما سمح البرنامج للممرضات بقضاء وقت أطول داخل غرف المرضى بدلاً من التعامل مع الملفات، وهو ما رفع من مستوى التفاعل الإنساني مع المرضى وعائلاتهم.
دقة تقارب 95 %… واستجابة أسرع للطوارئ
تحليل أولي للنتائج أظهر أن دقة الملخصات التي ينتجها البرنامج تصل إلى نحو 95 في المائة. وفي شهر واحد، تم رصد أكثر من 34 ألف عائق محتمل لخروج المرضى، كما حدد البرنامج الفئات الأكثر عرضة للنقل إلى العناية المركزة، بنسبة تزيد بخمسة أضعاف عن الطرق التقليدية.
البرنامج لا يكتفي بتلخيص البيانات، بل يقترح مصطلحات طبية دقيقة، ويستخرج معلومات قديمة مخفية في السجلات، ما يعزز استجابة الفرق الطبية في الطوارئ، ويوفّر للأطباء صورة شاملة في لحظات حرجة.
نحو تقليل الأعباء الإدارية… وزيادة الكفاءة
تؤكد إدارة المستشفى أن المرحلة التالية من البرنامج ستركّز على تخفيف الأعباء الإدارية عن الأطباء، وتمكينهم من تخصيص وقت أكبر لتقديم رعاية صحية عالية الجودة.
وتقول الدكتورة جاروماهوم: «تطوير النظام اعتمد على ملاحظات الطواقم الطبية نفسها، وهو ما جعله أكثر دقة وقابلية للتحسين. قدرة البرنامج على التعلّم السريع وتقديم نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة كانت مذهلة».
المصدر: الشرق الأوسط