شهدت طرق موريتانيا خلال شهر أغسطس سلسلة مأساوية من حوادث السير التي استنزفت أرواح الأبرياء وأصابت عشرات آخرين، لتتجسد كل حادثة كلوحة دامية على خلفية الطرقات المظلمة والمتعبة. فقد كان هذا الشهر بمثابة مرايا تعكس هشاشة بنيتنا الطرقية، وإهمال التوجيهات المتعلقة بالسلامة المرورية، وسرعة الانزلاق نحو الفاجعة في لحظات غفلة قصيرة.
حصيلة دامية
خلال أيام أغسطس، سجلت حملة “معًا للحد من حوادث السير” وفاة عشرات الأشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في سلسلة من الحوادث المروعة:
• 3 سبتمبر: ثلاث حوادث متفرقة على ثلاثة محاور طرقية أودت بحياة خمسة أشخاص وأصابت آخرين. على طريق نواذيبو، انزلقت سيارة في حفرة غير مرئية، لتتحول إلى فخ قاتل. أصيب رجل عالق داخل المركبة، وسيدة بجروح حرجة خارج السيارة. على طريق أكجوجت، أصيبت مجموعة من الشباب في حادث يُرجح أن سببَه نوم السائق، بينما قتل مشاة على طريق روصو إثر محاولة عبور خاطئة.
• 26 أغسطس: سيارة إسعاف كانت تقل مريضًا انقلبت عند الكلم 40 من نواذيبو، أصيب السائق، ويشير التقرير إلى أن التعب ونقص الراحة كان السبب المحتمل.
• 24 أغسطس: في 48 ساعة فقط، أودت الحوادث بحياة خمسة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، ضمن حوادث على طرق روصو، الأمل، لكصر وأزويرات.
• 20 أغسطس: في حادث مزدوج بين شاحنة صرف صحي وتوك توك ودراجة نارية، تهشمت أجساد الضحايا، تاركة صورًا مأساوية تحاكي هول الصراع بين السرعة والقدر.
• 14 أغسطس: حوادث متعددة أسفرت عن وفاة عدد من الشباب على طرق الطينطان، ازويرات، وقلب الغين، بعضهم انقلبت سياراتهم بينما كانوا يحاولون عبور مسافات مظلمة أو مناورات خاطئة.
عوامل مأساوية متكررة
• السرعة المفرطة: تظل هي العدو الأول، إذ غالبًا ما تتحول لحظات الغفلة إلى لحظات موت.
• نوم السائق أو التعب: خاصة في الحوادث التي تشمل سيارات إسعاف أو رحلات طويلة بين المدن.
• تهالك الطرق وصعوبتها: حفريات ومناطق منخفضة تبتلع المركبات دون إنذار.
• غياب الإنارة والتحذيرات: قيادة السيارات في الظلام المطلق تزيد المخاطر، وتضاعف النتائج المأساوية لأي خطأ.
صورة من الواقع
كل حادث هو قصة مأساوية مليئة بالوجوه والآلام: رجل يحاول عبور الطريق، سيارة تنقلب في منعرج مظلم، أسرة كاملة تُسحق بين حديد السيارات، أو عمال يساعدون مركبة متعطلة وتفاجئهم سيارة مسرعة. المشهد يتكرر كلوحة متحركة من الألم، حيث يختلط الدم بالغبار على الطرق، والصرخات بالموت الصامت، فمتى يعلم سالكو هذه الطرق أنها ليست مضمارا للسباق، وأن أي لحظة تهور قد تكلفهم أرواحهم وأرواحا برئة ليس ل