تُظهر الإجراءات الخصوصية التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا في إطار مكافحة الفساد، جدية الدولة في ترسيخ مبادئ الشفافية وسيادة القانون، وتكريس دولة المؤسسات التي ما فتئ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يؤكد عليها في كل مناسبة.
لقد شكلت هذه الخطوات العملية لنظام فخامة الرئيس غزواني رسالة واضحة بأن محاربة الفساد ليست شعارًا يُرفع، بل هي نهج يُطبَّق، وأن العدالة والمساءلة مبدآن لا يُستثنى منهما أحد. وهي إجراءات تعزز الثقة في مؤسسات الدولة وتؤسس لمرحلة جديدة من الإصلاح الإداري والمالي، قوامها النزاهة والمسؤولية.
ولقد شكل هذا الحدث التاريخي الذي بات يؤكد بكل وضوح أن إرادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مكافحة الفساد ومحاربة أنماط الحيف والتهميش والإقصاء هي ما يجعلنا نكسب رهان الإرادة الجادة التي راهنا عليها لسنوات.
غير أن هذه الجهود – يا فخامة الرئيس – على أهميتها ووقعها الإيجابي، ينبغي أن تتوسع لتشمل مختلف أوجه الفساد الأخرى التي عششت منذ عقود في أروقة المؤسسات الحكومية والخاصة، والتي لا تقل خطورة عن الفساد المالي، رغم الجهود الكبيرة المقطوعة في سبيل تحقيق العدل والإنصاف ومن أبرزها:
1- الفساد الإداري المتمثل في غياب تكافؤ الفرص في التعيينات والترقيات.
2- الفساد المرتبط بالمحسوبية والزبونية في منح الصفقات والوظائف.
3- الفساد في التسيير المحلي، الذي يستوجب مزيدًا من الرقابة والشفافية في الجماعات المحلية (البلديات والمجالس الجهوية).
4- الفساد في الخدمات العمومية كالصحة والتعليم، والذي يمس مباشرة حياة المواطن وكرامته.
5- الفساد في استغلال الموارد الطبيعية، حيث يجب أن تخضع كل عقود الاستغلال لمعايير الشفافية والمساءلة.
6- الفساد في مراقبة جودة المنتجات المستوردة، من خلال التساهل في دخول مواد أو تجهيزات لا تحترم المواصفات والمعايير الفنية والصحية المطلوبة.
7- الفساد في مجالات البناء والأشغال العامة، نتيجة ضعف الالتزام بمعايير الجودة والسلامة في تنفيذ المشاريع، مما يبدد المال العام ويهدد الأرواح والممتلكات.
إن تعزيز الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص واحترام معايير الجودة يظل حجر الزاوية في بناء دولة قوية، عادلة، تسودها المؤسسات ويطمئن فيها المواطن إلى أن الحق يُصان، والكفاءة تُقدّر، والفساد يُعاقب.
وختامًا، لا يسعنا إلا أن نثمن هذا التوجه الإصلاحي الجاد، مؤكدين أن الإرادة السياسية الواضحة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تشكل الضمانة الأساسية لإنجاح معركة الإصلاح ومحاربة الفساد بكل أشكاله ومنذ أول يوم له في السلطة كان يسعى بكل حزم إلى كسب الرهان.





