أثار تصريح رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل الموجه للمدونين موجة غضب واسعة على وسائل التواصل، بعد أن قال في معرض دفاعه عن مشاركة حزبه في المهرجان المناهض للفساد: «تبّاً لهم». وقد اعتبر كثيرون العبارة إساءة غير لائقة صادرة من زعيم معارضة يُفترض أن يخاطب الجمهور بلغة أكثر اتزاناً.
وكان رئيس الحزب قد ردّ بغضب على انتقادات المدونين الذين هاجموا تنظيم تواصل للمهرجان، مؤكداً أن مواجهة الفساد “خط أحمر” وجوهر مشروع الحزب منذ تأسيسه، وأن الإصلاح سيبقى «منهجاً ثابتاً ودَيْدن الحزب». لكنه في الوقت نفسه وجّه كلاماً حادّاً لمن انتقدوا المشاركة، قائلاً إن الحزب خرج دفاعاً عن البلد ومحاربةً للفساد، مضيفاً: «تبّاً لهم».
هذه العبارة فجّرت سيلاً من التعليقات الساخطة. فقد كتب محمد محمود ببّانه أن البث المباشر والخطابة “أمران يصعب على صاحبهما التركيز”، وأن زعيم المعارضة “سقط أمس” وذكّره بتعثرات بيرام الداه اعبيد، مضيفاً أن كلمة “تباً لكم” مسيئة ولا تليق بالمؤمنين ولا بالسياسيين إلا إذا كان هناك “مدخول عليها”.
وذهب المدون محمد خالد اتويف إلى لهجة أشد، قائلاً: «تبا للمتملقين… تبا لمن يعلنون المعارضة ويبطنون الموالاة… تبا للمعارضة الوهمية».
الحسن أحمد مالك كتب بدوره: «ذاك الص هو الحق… تباً لمن باعوا ضمائرهم وتظاهرهم بالدين».
أما الطاهر أباه فاختار السخرية قائلاً: «تبا للمدونين، لقد جمعوا عشرين مليوناً لأسرة محتاجة وما نالوا منها لقمة المتبركي».
وفي اتجاه آخر، رأى محمد محمد أن المهرجان كشف أن “شعبية الحزب ياسرة، إلين امشاو مع النظام اتم ياسرة وإلين عارضوه اتم ياسرة”، معتبراً أن هذا ما يجعلهم “يستخفون بالمدونين”.
وكتب موسى إبراهيم فال: «وكذلك تبا للمتحاملين والمسيئين… فتبا لهم». بينما ذهب محمد الشيخ محمد إلى تعميم السخرية قائلاً: «تبا للجميع بما في ذلك المدونين والمعارضة».
الصحفي الهيبة الشيخ سيداتي اعتبر أن تواصل نجح في الحشد ونجح رئيسه في مواقفه من الفساد والحوار، لكنه “أخطأ في كلمة تبا لكم”، ودعا الحزب إلى الاعتذار عنها.
وبخلاف موجة التنديد، كتب باباه التقي مدافعاً عن رئيس الحزب: «تبا لكم التي قالها السيد الرئيس عنى بها كل مدون شكك في مسار الحزب… فمن حازها لنفسه فهو يستحقها».
أما الهادي بابو فاعتبر أن ما حدث مجرد كبوة، قائلاً: «لكل جواد كبوة، ولكل فارس غفوة، ولكل حليم هفوة».
وبين هذا وذاك يستمر الجدل، ويبدو أن عبارة واحدة كانت كافية لفتح مواجهة حادة بين قيادة المعارضة ومدوني الفضاء الرقمي، في لحظة سياسية حساسة يتزايد فيها النقاش حول مسار محاربة الفساد وحدود الخطاب السياسي.





