وصل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أمس إلى مدينة النعمة، في مستهل زيارة تمتد أسبوعا وتشمل جميع مقاطعات ولاية الحوض الشرقي.
وتأتي الزيارة -بحسب السلطات- في إطار برنامج رسمي لإطلاق حزمة من المشاريع التنموية والاطلاع على أوضاع السكان في الولاية التي تعد من أكبر مناطق البلاد كثافة سكانية.
وبينما تراها الحكومة فرصة للتواصل المباشر مع المواطنين وتدشين مشاريع خدمية، يشكك بعض المتابعين في جدواها، معتبرين أنها لا تعدو أن تكون تكرارا لزيارات بروتوكولية يغلب عليها الطابع الاحتفالي.
منصة “نواكشوط مباشر” استطلعت آراء عدد من الصحفيين والمتابعين للشأن العام فكانت الأجوبة على النحو التالي:
الصحفي محمد الأمين أحمد
يرى أن الزيارة “إضافة إلى كونها ستجعل المدينة محطة رئيسية لإطلاق البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية للتنمية المحلية ستمكن كذلك رئيس الجمهورية ولد الغزواني وأعضاء حكومته من الاطلاع عن قرب على مشاكل ولاية الحوض الشرقي عموما”.
ويضيف:
الولاية تعيش مشاكل كبيرة في عدة قطاعات حيوية بسبب التدفق المخيف للاجئين في مخيم “امبره” الأممي وهو الأمر الذي يزيد الضغط على الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، وهذا يجب أن يكون في صميم أولويات الحكومة من أجل إيجاد حلول له.
بينما يرى الصحفي عبد الله عالي
“بالفعل، الغزواني وصل النعمة في مستهل زيارة للحوض الشرقي تستمر 8 أيام، لكن برنامج الزيارة المعلن من طرف الرئاسة تطغى عليه الكرنفالات السياسية مقارنة بوجود مشاريع تنموية ينوي الرئيس إطلاقها في مقاطعات الولاية”.
ويضيف: “لاحظنا حشدا جماهيريا حتى قبل بدء الزيارة مما ينذ بأن وصول الرئيس إلى أقصى الشرق لن يكون مختلفا ولا ينتظر منه أن يغير الكثير على الأقل مادامت نفس المظاهر مستمرة وربما أكثر حدة من ناحية التنافس العشائري والارتماء في أحضان المؤثرين اجتماعيا والوازنين سياسيا”.
ويسترسل: “أعتقد أن الزيارة لن تؤتي أكلها من الناحية التنموية بقدر ما ستكون مجرد استعراض سياسي ولقاءات تحجب إلى حد بعيد حاجة الساكنة ومتطلباتها على الرغم من وضع الولاية الاقتصادي المعلوم والذي بكل تأكيد لا يخفى على الرئيس غزواني”.
من جانبه يرى الصحفي محمد عبد الله أمهادي
أن هذه الزيارة: “كغيرها من الزيارات الكرنفالية التقليدية للرؤساء الموريتانيين تحمل في طياتها ذات الدلالات والرسائل التقليدية بتجذر القبيلة والتنافس في إثبات الولاء السياسي للرئيس بين الأطر والساسة المستفيدين من المال العمومي للدولة مع أن البرنامج الخدمي المعلن كان يمكن أن يطلق بشكل عملي وجاد من الفنيين المنفذين له بعيدا عن هذه الكرنفالات التي تزيد من مظاهر المواطن أكثر وتظهر المواطن في مظهر غير لائق”.
ويضيف ولد امهادي: “بصفتي متابعا لمثل هذه الزيارات ومظاهرها ومع أنها تعد شكليا فرصة للرئيس ليلتقي بالمواطنين ويستمع إلى مشاكلهم واحتياجاتهم مباشرة إلا أن من يشاهد حجم الحركة الجماعية على طريق الأمل من طرف المسؤولين السياسيين والإداريين القاطنين بالعاصمة نحو المناطق المدرجة في برنامج الزيارة سيدرك بما لا يدع مجالا للشك عبثية مثل هذه الزيارات وانعدام أي انعكاس إيجابي محتمل لها على الساكنة كغيرها من كرنفالات الزيارات القديمة للرؤساء السابقين”.
ويخلص إلى أن: “مثل هذه الزيارات بالإمكان أن تكون أفضل مما هي عليه الآن إذا اتخذ قرار رسمي بمنع هذه المظاهر التي عفا عليها الزمن والمتنافية مع روح الدولة الوطنية والاقتصار على التدشينات والإجراءات الملموسة على أرض الواقع والاطلاع على حقيقية المشاريع المنفذة سابقا ومراعاة احتياجات وتطلعات المواطنين القاطنين بالمناطق المزورة بدون هذه المساحيق الآنية المفتعلة والتي لا تعبر عن عموم الساكنة ولا تساهم في حل مشاكلهم الخدمية والبنيوية الكثيرة”.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستحدث زيارة رئيس الجمهورية للحوض الشرقي تحولا تنمويا حقيقيًا؟ أم أنها ستظل، كما يرى بعض المتابعين، تقليدًا سياسيًا متجددًا دون أثر ملموس؟





