تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لفتاة موريتانية وهي منشغلة بمراجعة دروسها أثناء جلوسها في مكان عام تبيع فيه الكسكس، في مشهد جمع بين الكفاح من أجل العلم والسعي لكسب الرزق.
الصورة، التي انتشرت على نطاق واسع، أثارت موجة تعاطف كبيرة بين الموريتانيين، الذين عبر كثير منهم عن إعجابهم بإصرار الفتاة وإرادتها القوية، بينما بادر آخرون إلى عرض المساعدة والدعم.
تفاعل الأساتذة والرواد
الأستاذ الشيخ إلياس الشيخ كتب متأثراً:
“إن كانت هذه الفتاة في نواكشوط فأنا أتعهد لها بحصة في الأسبوع لمراجعة مادة الرياضيات في منزل أهلها مجاناً، والتكفل بدراستها في مدارس بلوغ المرام حتى تصل الجامعة.
دعمي هذا لكل من يبذل المستحيل ليحقق حلمه الدراسي وهو يحمل هم أسرته على كتفه.”
وتفاعل معه الأستاذ الشيخ عبد الرحمن قائلاً:
“وأنا أتكفل بتدريسها مادة الفيزياء.”
أما محمد عالي فعلق موجهاً حديثه إلى الأستاذ الشيخ إلياس:
“جزاكم الله خيراً، لا شك أنها ستستفيد إذا ما أشرفت عليها بنفسك. جعلها الله حسنة جارية لك.”
تعليقات متباينة
وفي مقابل موجة التعاطف، كتب الدي الحسن داداه مازحاً:
“قد تكون الآن منشغلة بجمع الديون في الدفتر وليس المراجعة.”
بينما ردت خيرة محمودي:
“أعرف الكثيرات من بائعات الكسكس في عرفات يفعلن هذا، يراجعن وقت البيع لأنهن مجتهدات.”
وكتبت منى يسلم:
“مثل هذه الحالات كثيرة، أعرف شابة تغسل الملابس في عطلة الأسبوع لتساعد أهلها وتدرس بقية الأيام.”
فيما علّقت مريم سالم الناجي قائلة:
“تحية لأبناء النبلاء الذين شبّوا على الكسب الحلال.”
لكن بعض المعلقين ظل متشككاً، مثل يحيى بابيه الذي كتب:
“أعتقد أنها فقط تكتب الدين على زبنائها أو تجمعه.”
أما إسلمو اخليفه فاختصر الموقف بالدعاء:
“أعانها الجليل الجميل على أمور الدنيا.”
قصص مشابهة وأصوات داعمة
علق أحمدو الأمين الغزالي قائلاً:
“في حينا فتاة بائعة كسكس تراجع دروسها كل ليلة، ولا تتفقد ديونها كما قال البعض. لست متأكداً أن الصورة تخصها لكنها تذكرني بها.”
في حين أشاد محمد ولد اطفيل بموقف الفتاة قائلاً:
“يا لها من فتاة تبيع الكسكس لتكسب قوتها وتطلب العلم، فهو نور يغير الحياة.”
وختمت أفاتو محمد كابر بدعاء مؤثر:
“الله يحفظها ويجازي كل من شجعها على الدراسة، اللهم أصلح أبناء وبنات وطننا.”
بين الجد والمزاح، تبقى الصورة رسالة مؤثرة
بين الدعابات والتعليقات الجادة، اتفقت معظم الآراء على أن الصورة تلخص واقع شريحة واسعة من الفتيات اللواتي يجمعن بين الكدّ اليومي والطموح الدراسي.
فتاة الكسكس، كما سماها البعض، أصبحت رمزاً صغيراً لصبرٍ كبير، ورسالة تذكّر بأن الأمل لا يُباع… لكنه يُصنع، أحياناً، على موقد بسيط بجانب إناء كسكس ساخن.





