أرسل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني طائرة خاصة إلى مدينة كيفه لنقل الشيخ محمد الزين ولد القاسم، الذي أصيب بوعكة صحية استدعت نقله إلى نواكشوط لتلقي العلاج.
الخطوة التي بدت إنسانيةً في ظاهرها، أثارت موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من أشاد بمبادرة الرئيس، ومن رأى فيها تمييزًا بين المواطنين.
كتب محمد فال ولد لمرابط متسائلًا: “كم من مصاب في مستشفى كيفه وغيره من مستشفيات الداخل والعاصمة يستحقون على وطنهم لفتة كريمة لعلاجهم؟”
فيما قال بمب عبد الله: “هل هذا المريض روحه أفضل من المرضى الآخرين؟ أين العدالة بين المرضى؟”
أما محمد فال باباه فاختار الدعاء قائلًا: “شفاء لا يغادر سقمًا ولا ألمًا، الشريف يجبر إلا العافية والسلامة.”
وجاء تعليق ميمين ولد فال ليلخّص ما شعر به كثيرون من أبناء المهن البسيطة، إذ كتب:
“أنا معلم أقدم خدمة تنفع الناس وتمكث في الأرض، مرمي في أدغال سيلبابي بين الأنجاد والوهاد، فهل إذا تدهورت وضعيتي الصحية – لا قدر الله – ستقلني طائرة وتتحمل الدولة علاجي؟ فإذا كان الرد بلا، فالمفرق بين محمد الزين ولد القاسم، شفاه الله، وبين مدرس في تخوم السنغال؟ ذاك يقدم خدمات لبعض المحتاجين لسعة رزقه، وذا يقدم خدمة من أنبل الخدمات: يمحو الجهل ويقدم العالم.”
وبين من رأى في الخطوة “عملاً إنسانيًا محمودًا يستحق الإشادة” مثل حفصة يوسف التي كتبت: “جزاه الله خيرًا وشفى الشيخ محمد الزين”، ومن رأى فيها “تمييزًا غير مبرر” كما علّق زكرياء الطالب: “ولِم لا يفعلها مع كل مريض موريتاني؟”، يبقى النقاش محتدمًا حول حدود العدالة في الخدمات العامة، ومن يُستحق لأجله تحريك طائرة رئاسية.





