في زمن تتسارع فيه التحديات، يقف شبابنا أمام مفترق طرق: إما أن يكونوا صُنّاع النهضة وبُناة المستقبل، أو أن يستسلموا لعادات قاتلة تسرق فيهم القوة والعزيمة. ومن أخطر هذه الظواهر التي بدأت تغزو صفوف الشباب ما يُعرف بـ “كبس _ كبس”، وهو تعبير أصبح يُختزل فيه ضياع الوقت والعقل في لهو لا يورث إلا الخسارة.
إن “كبس _ كبس” ليس مجرد عادة عابرة، بل هو ناقوس خطر يهدد جيلًا كاملًا بالفراغ واللاجدوى. جيلٌ يُغرق نفسه في الترف واللعب، ويغفل عن أن الأوطان لا تُبنى بالكسل والعبث، بل بالعمل الجاد والإحساس بالمسؤولية. حين يضيع الشباب في دوامة اللهو، يضيع الوطن، لأن الشباب هم عُماد الأمانة وحَمَلة الرسالة.
إننا نخاطب شبابنا الغالي اليوم بنداء صريح: عودوا إلى وعيكم، لا تجعلوا لحظة عبث تكون ثمنها ضياع مستقبلكم وضياع وطنكم. فالتاريخ لا يرحم، والأوطان لا تنتظر؛ إما أن تكونوا جيل العمل والإنجاز، أو تتركوا مكانكم لغيركم.
الوطن بحاجة إلى طاقاتكم، إلى عقولكم، إلى أيديكم الممدودة بالعطاء لا المقيّدة بعادات فارغة. وحين تختارون الوعي بدل “كبس _ كبس”، فإنكم تختارون الحياة الكريمة لكم ولأبنائكم من بعدكم.
لتكن رسالتنا جميعًا: جيل الأمانة لا يعرف كبس _ كبس… جيل الأمانة يعرف العمل والبذل والتضحية.