حذر المهندس محمد الحسن بلول، الخبير في الأمن الغذائي وضمان الجودة، من أن غياب تطبيق نظام HACCP في المسالخ الوطنية يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن معظم المسالخ تعاني من ضعف النظافة والرقابة وتدهور التجهيزات، ما يجعل اللحوم عرضة للتلوث وانتقال الأمراض.
وأشار بلول إلى أن هذه المشكلة تتفاقم مع انتشار أمراض حيوانية المنشأ مثل حمى الوادي المتصدع، مؤكداً أن حماية المستهلك دون تطبيق HACCP شبه مستحيلة، رغم الإصلاحات المؤسسية مثل إنشاء الشركة الموريتانية للمنتجات الحيوانية والوكالة الوطنية لسلامة الأغذية والمكتب الوطني للتقييس والمعايرة، التي تحتاج إلى تفعيل أكبر على أرض الواقع.
وحذر الخبير من أن استمرار غياب النظام لا يهدد صحة المستهلك فحسب، بل يقلل ثقة الأسواق الخارجية في المنتجات الموريتانية، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة للقطاع، مؤكداً أن العديد من الدول تعتبر تطبيق HACCP إجراءً إلزاميًا لحماية المستهلك وتعزيز الصادرات.
ودعا بلول إلى تطبيق النظام بشكل عاجل، مع دعم فني ومالي للمسالخ، وتعزيز الرقابة والتفتيش، وتدريب الأطباء والمفتشين والعاملين، وإطلاق حملات توعية للمستهلكين، مؤكدًا أن الاستثمار في سلامة الغذاء هو استثمار في حياة المواطنين ومستقبل الثروة الحيوانية.